رواندا تبدأ مفاوضات مع الولايات المتحدة لاستقبال مهاجرين مرحلين
رواندا تبدأ مفاوضات مع الولايات المتحدة لاستقبال مهاجرين مرحلين
أعلن وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونجيريهي، اليوم الاثنين، أن بلاده دخلت في مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن استقبال مهاجرين مرحلين من الأراضي الأمريكية، مؤكدًا أن الحوار لا يزال في مراحله التمهيدية ولم يصل بعد إلى نتائج حاسمة.
وأوضح الوزير الرواندي، في مقابلة مع التلفزيون الحكومي، نقلتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن "المناقشات مستمرة مع الولايات المتحدة، لكننا لم نصل بعد إلى نقطة يمكننا فيها تحديد شكل الاتفاق أو نتائجه المستقبلية بشكل دقيق"، مشيرًا إلى أن الحوار مع واشنطن لا يزال في بداياته ويجري في إطار من الحذر والتقييم.
وأبرزت صحيفة لوفيغارو أن رواندا، الدولة الواقعة في شرق إفريقيا والتي لا تطل على أي سواحل، نجحت في السنوات الأخيرة في تقديم نفسها كوجهة بديلة للمهاجرين الذين تسعى الدول الغربية إلى ترحيلهم، وذلك عبر سياسات استباقية وبرامج تعاون دولية.
وكانت كيغالي قد وقعت في عام 2022 اتفاقًا مثيرًا للجدل مع الحكومة البريطانية لاستقبال آلاف طالبي اللجوء الذين يتم رفض طلباتهم في بريطانيا، غير أن هذا الاتفاق أُلغي العام الماضي من قبل رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر الذي اعتبر السياسات السابقة المتعلقة بترحيل اللاجئين إلى دول ثالثة غير فعالة وغير إنسانية.
نموذج رواندا وتوازنات دولية
جاء التوجه الرواندي الجديد نحو الولايات المتحدة في وقت تتعرض فيه إدارة الرئيس الأمريكي لضغوط متزايدة بشأن قضايا الهجرة، ووسط محاولات لإيجاد حلول بديلة لترحيل المهاجرين إلى دول تُعد "آمنة" وفقًا للمعايير الدولية.
ومن شأن أي اتفاق مماثل بين واشنطن وكيغالي أن يفتح الباب أمام تعاون جديد على غرار النموذج البريطاني السابق، مع تعديلات محتملة تتماشى مع القانون الأمريكي والدولي.
أبعاد سياسية وإنسانية
يثير هذا النوع من الاتفاقات تساؤلات أخلاقية وقانونية، خاصة في ما يتعلق بمدى حماية حقوق المرحّلين وضمان عدم تعريضهم لانتهاكات أو ظروف غير إنسانية.
وبينما تروّج رواندا لنفسها كدولة مستقرة وآمنة للمهاجرين، لا تزال منظمات حقوق الإنسان تراقب هذه التحركات عن كثب، وتحذّر من "تدويل" سياسات الهجرة وترحيلها إلى دول نامية مقابل حوافز مالية أو سياسية.